يواجه سكان قرية “كالاتشي” في كازاخستان مشكلة غريبة، حيث يصاب الناس في هذه القرية بحالات متكررة من النعاس الشديد والذي يجعلهم ينامون لفترات طويلة تصل إلى عدة أيام متتالية، وما يزيد الأمر سوءًا هو أن السكان لا يعرفون ما هو سبب هذا المرض الغريب الذي يصيبهم.
ظاهرة النعاس المستمر في قرية كالاتشي أصبحت تلقى اهتمامًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغط على الحكومة المحلية للبحث عن أسباب هذه الظاهرة المرعبة وإيجاد حلول لها.
الأسباب المحتملة وراء ظاهرة النوم الشديد في كالاتشي
تمت دراسة قرية كالاتشي من قبل العديد من الخبراء والعلماء، وقد تم اقتراح العديد من الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة. ومن بين الأسباب المحتملة:
1- التلوث الإشعاعي: يعتقد البعض أن السبب وراء هذه الحالات الغريبة من النوم الشديد هو التعرض المستمر للإشعاع من منجم اليورانيوم القريب، والذي تم إغلاقه منذ عدة سنوات. ويشير بعض العلماء إلى أن هذا التعرض المستمر للإشعاع يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي والجهاز الهرموني في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم.
2- تلوث المياه: يُعتقد أن تلوث مصدر المياه في القرية بمواد كيميائية ضارة يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة العامة وخاصة الجهاز العصبي المركزي. يقول بعض الخبراء إن محتوى اليورانيوم في مصدر المياه الجوفية يفوق المستوى الطبيعي الآمن.
3- التلوث الجوي: تلوث الهواء يعتبر أيضًا عاملًا قد يؤثر على الصحة العامة للسكان في كلاتشي، حيث يعتبر هذا النوع من التلوث أحد الأسباب المعروفة للأمراض المزمنة والتي يمكن أن تسبب زيادة في الخمول والنعاس وعدم القدرة على الاستيقاظ.
وعلى الرغم من إجراء العديد من الدراسات والتحليلات، لا يزال السبب الحقيقي وراء مرض النوم في قرية كلاتشي غير معروف حتى اليوم. وعلى الرغم من أنه تم تسجيل حالات الإصابة في القرية منذ عام 2010 ، إلا أن النوم العميق والاضطرابات النومية الأخرى كانت تحدث في القرية قبل ذلك بكثير.
بدأت السلطات الكازاخستانية في اتخاذ إجراءات جدية لمعالجة هذه المشكلة، بما في ذلك إجلاء السكان من المنطقة، وإيجاد حلول للتخلص من المخلفات النووية في المنجم القريب. وبفضل هذه الإجراءات وجهود الفرق الطبية، تم السيطرة على تفشي المرض في القرية.
تحدث سكان المنطقة عن تسربات من النفط والغاز الطبيعي من الأرض، والتي ربما تسببت في تلوث المياه الجوفية وأن السبب وراء المرض قد يكون الإشعاع النووي، حيث كانت المنطقة المحيطة بالقرية تحتوي على منجم لليورانيوم قبل أن يغلق في العام 1991. ولكن، حتى الآن، لم يتم التأكد من هذا الاعتقاد.
بعض الخبراء قدموا تفسيرات أخرى، وأشاروا إلى أن المرض قد يكون بسبب مياه الشرب الملوثة ببعض المواد الكيميائية الخطرة، وهو الأمر الذي يتطابق مع الاكتشافات التي تم العثور عليها في بعض منازل القرية.
ومع ذلك، فإن الحقيقة الوحيدة المؤكدة حول مرض النوم في كلاتشي هي أنه لا يزال يعد ظاهرة غير معروفة تحتاج إلى دراسة وتحليل أكثر تفصيلاً. وقد قامت الحكومة الكازاخية بإجراء عدد من الدراسات العلمية في المنطقة، ولكنها لم تتوصل حتى الآن إلى نتائج نهائية.
