كتاب الشيطان ( The Devil’s Bible) أو مخطوطة غيغاكس “Codex Gigas” هو كتاب يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، وهو مخطوط يدوي يحتوي على نصوص مختلفة باللغة اللاتينية، بما في ذلك العهد القديم والجديد والمخطوطات الطبية والفلكية والدينية الأخرى.
تاريخيًا، تعد مخطوطة غيغاكس “Codex Gigas” أحد أكثر الكتب النادرة والمثيرة للاهتمام في التاريخ، وهي تثير حتى الآن العديد من الأسئلة والتساؤلات التي لم يتم حلها حتى الآن. فمن المثير للاهتمام أن يُطلق عليها لقب “كتاب الشيطان”، نظرًا للاعتقاد القديم بأن الشيطان هو من كتب هذا الكتاب الضخم.
وعندما تم العثور عليها، وجدت أنها تحتوي على مجموعة متنوعة من النصوص، بما في ذلك العديد من الكتب الدينية والتاريخية والعلمية والأسطورية، والتي تشمل العديد من الأشياء الغامضة والمثيرة للاهتمام، مثل رسم شخصيات الشياطين وصور الشخصيات الأسطورية.
هناك الكثير من التساؤلات حول كيفية وضع هذه النصوص المتنوعة معًا في المقام الأول، ومن هو المؤلف الحقيقي للكتاب؟ ومن أين جاءت هذه المعرفة الضخمة التي توجد في الكتاب؟ وكيف تم الحفاظ عليها على مر السنين؟ هذه الأسئلة وغيرها تجعل “Codex Gigas” كنزًا لا يقدر بثمن للعصور الوسطى ومصدرًا هامًا للدراسات التاريخية والثقافية. ويستمر الجدل والتساؤل حول هذه المخطوطة الغامضة والمثيرة للاهتمام.
تعد مخطوطة غيغاكس أحدى أكبر المخطوطات الحافظة للعصور الوسطى، ويبلغ حجمه حوالي 92 سم في الارتفاع و 50 سم في العرض و 22 سم في العمق. يشتهر الكتاب بلوحته الشهيرة لشيطان كبير يحتل صفحاتها، والتي تشترك فيها بعض النصوص والرموز ذات الصلة بالشيطانية.
يتم حفظ المخطوطة في مكتبة الكونجرس الوطنية في السويد، وتم الحصول عليها من قبل المكتبة الملكية في السيشل براغ في القرن الثامن عشر. يعتقد البعض أنه تم إنشاء الكتاب بواسطة أحد الرهبان في دير بندكتين في بوهيميا (التشيك الحالية) في القرن الثالث عشر.
يحتوي كتاب الشيطان على العديد من النصوص الهامة، بما في ذلك ترجمة كاملة للكتاب المقدس، ويعتبر مصدرًا هامًا لفهم الحضارة الإنسانية في العصور الوسطى. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من الأسرار والأساطير المحيطة بـمخطوطة غيغاكس التي لم تحل بعد، مما يجعلها موضوعًا شائعًا في الأساطير والخرافات المتعلقة بالكتب القديمة.
تعتبر صفحة شيطان الكتاب الأكثر شهرة، حيث يُظهر شيطانًا كبيرًا بوجه مخيف وأجنحة مفتوحة يقف في المنتصف، ويُعتقد أن هذه الصفحة تعتبر رمزًا لقوة الشيطان وأنها قد تم استخدامها كتهديد لأي شخص يريد سرقة الكتاب.
إن كتابة المخطوطة مثيرة للإعجاب حيث قام راهب واحد بكتابة الكتاب بأكمله خلال فترة قصيرة وبدون مساعدة، وقد استخدم الراهب كل ما عرفه لكتابة الكتاب، بما في ذلك الألوان والرسومات الجميلة والخط الكبير والواضح.
ومن المثير للإهتمام أيضًا أن الكتاب يحتوي على النص المكتوب الأكبر في العالم للأبجدية اللاتينية في وقت كتابته، ويتميز بأنه ليس ملتزمًا بالهياكل التقليدية للكتابة اللاتينية المتعارف عليها.
بشكل عام، يعتبر كتاب الشيطان أحد الكنوز الثمينة للعصور الوسطى، وتتميز بمزيج فريد من النصوص الدينية والعلمية والثقافية والأسطورية، مما يجعلها تحفة فنية لا تقدر بثمن ومصدرًا هامًا لدراسة الثقافة الغنية والمتنوعة لهذه الفترة التاريخية.
