تقع جزيرة الأشباح في بحر اليابان، على بعد حوالي 100 كيلومتر غربي مدينة ماتسوياما الساحلية في اليابان، وتعرف أيضًا باسم “جزيرة هاشيما” بسبب شكلها الذي يشبه سفينة. تحيط بها المياه الزرقاء الهادئة وتمتد على مساحة 16 فدانًا فقط، وهي تتكون من مجموعة من المباني الخرسانية العالية التي تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية.
لكن بعد أن تم استخراج معظم المواد الخام في الجزيرة، توقفت العمليات التعدينية في العام 1974 وهجر السكان الجزيرة بشكل كامل. ومنذ ذلك الحين، تحولت الجزيرة إلى مكان مهجور تماماً، حيث تركت المباني والمعدات التعدينية والأدوات الشخصية في أماكنها.
وتشتهر الجزيرة بمظهرها المهجور والمرعب، حيث تركها السكان الأصليون والشركات العاملة في المناجم والصيد. ومنذ ذلك الحين، بدأت الطبيعة تستعيد الجزيرة، وتزدهر عليها الأعشاب والأشجار، فيما تتحطم المباني وتتآكل بفعل الرياح والأمواج والزلازل.
وبالرغم من مظهرها المرعب، إلا أن الجزيرة تجذب الكثير من الزوار الذين يأتون لرؤية الطبيعة الخلابة والتاريخ الغامض للجزيرة. ويمكن الوصول إليها بالقارب من ميناء ماتسوياما، وتحظى بشعبية كبيرة بين عشاق السفر والمغامرة ومحبي الأساطير والأشباح.
ويمكن رؤية الجزيرة من الجانب الآخر من المياه، ولكن لا يمكن الوصول إليها إلا بالقارب. وقد تم فتح الجزيرة للزوار في العام 2009، ولكنها لا تزال مكاناً مهجوراً ومخيفاً بالنسبة للكثيرين.
يعتبر هذا المكان مثيراً للاهتمام بسبب جماله الطبيعي وأيضاً بسبب مبانيه المهجورة والمعدات التعدينية التي تركت في أماكنها، وهذا يشكل جذباً سياحياً للمغامرين والمستكشفين. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الجزيرة مهجورة تماماً وليس هناك أي خدمات سياحية فيها، وأن الوصول إليها يتطلب ترتيبات مسبقة واتخاذ الإجراءات اللازمة للسلامة.
توجد عدة أساطير وقصص متداولة عن جزيرة الأشباح في اليابان، وإليك إحداها:
تقول الأسطورة أن هناك عمالًا كانوا يعملون في مناجم الجزيرة، وكانوا يعانون من ظروف عمل صعبة ومرهقة. وفي يوم من الأيام، بدأوا في رؤية أشباح العمال الذين توفوا في حوادث تعدينية مأساوية، وقد بدأت تظهر هذه الأشباح لهم في كل مكان على الجزيرة.
ويقال أن هذه الأشباح لا تريد السماح للعمال الحاليين بالعمل في المناجم، وتحاول دائماً إخافتهم وإبعادهم عن الجزيرة. وتقول الأسطورة أن الأشباح تظهر في شكل أشخاص يرتدون ملابس عمل الألغام ويحملون معدات التعدين القديمة، ويبدو أنهم يريدون تحذير العمال الحاليين من الخطر الذي يواجهونه.
وبالرغم من أن العديد من الزوار يشهدون على ظهور الأشباح في الجزيرة، فإنه لا يوجد دليل علمي يدعم وجود الأشباح في هذا المكان. ومع ذلك، فإن القصص الشعبية والأساطير ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وتضيف إلى جاذبية الجزيرة كمكان مثير للاستكشاف والمغامرة.