المومياوات الصارخة هي أحد المواضيع الشيقة التي تثير الفضول لدى الكثيرين حول العالم. إنها عبارة عن مجموعة من المومياوات التي تم اكتشافها في منطقة الدير البحري في مصر عام 1881، والتي تميزت بأنها كانت تصدر أصواتاً غامضة وغير مفهومة في بعض الأحيان.
في عام 1881، عثر علماء الآثار على مقبرة في مدينة طيبة بمصر، تحتوي على مجموعة من المومياوات، وقد لاحظوا أن بعض هذه المومياوات تصدر صوتاً مزعجاً عند فتح الأغطية الخاصة بها.
ومنذ ذلك الحين، اشتهرت هذه المومياوات بلقب “المومياوات الصارخة”، وتم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حول هذه الظاهرة الغامضة. وبعد العديد من الاختبارات والتحاليل، تم تحديد أن سبب هذه الأصوات يعود إلى تراكم الغازات داخل المومياوات نتيجة عملية التحنيط التي قام بها القدماء المصريون.
تعود أصول المومياوات الصارخة إلى فترة الدولة الفرعونية الثامنة عشرة في مصر القديمة، وقد تم اكتشافها في مقبرة الملكة حتشبسوت. وقد اثارت هذه المومياوات جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية والثقافية، حيث أن الصوت الذي تصدره المومياوات يشير إلى وجود شيء غريب يحدث داخلها.
حاول العديد من العلماء الكشف عن سبب هذه الظاهرة، وتم تقديم العديد من النظريات المختلفة. ومن بين هذه النظريات الواردة عن ظاهرة المومياوات الصارخة، هناك من يعتقد أن هذه الأصوات هي نتيجة تحلل الأعضاء الداخلية للمومياوات، وأن هذا التحلل يسبب إصدار صوت عندما تتحرك الرياح في المقبرة، أو حتى عندما يمر شخص ما بالقرب من المومياوات.
وهناك من يرجح أن السبب وراء هذه الأصوات يعود إلى التحلل الكيميائي الناتج عن المواد المستخدمة في عملية التحنيط، وخاصة النترات والصودا الكاوية التي تم استخدامها في عملية التحنيط، وأن هذا التحلل يسبب إصدار الأصوات.
ومن الجدير بالذكر أن العديد من الدراسات العلمية قد أجريت حول هذه الظاهرة، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول إلى نتائج نهائية ودقيقة بشأن سبب هذه الأصوات الغامضة. ورغم ذلك، فإن العديد من الخبراء والمتخصصين يؤكدون أن هذه الأصوات لا يمكن تفسيرها بالكامل علمياً، وأنها تحتاج إلى المزيد من الدراسة والبحث.
علاوة على ذلك، فإن المومياوات الصارخة تثير أيضاً العديد من الأسئلة والتساؤلات الأخرى، مثل: هل هذه الأصوات تشير إلى وجود روح داخل المومياوات؟ أو هل هناك شيء غامض يحدث داخل المقبرة ويرتبط بالمومياوات؟ وهذه التساؤلات تظل قائمة حتى الآن، وتعكس الغموض الذي يحيط بظاهرة المومياوات الصارخة.
ويبقى الجدل حول المومياوات الصارخة حياً، ويستمر العلماء في البحث والدراسة لفهم أسباب هذه الظاهرة الغامضة. ولعل ما يميز هذه الظاهرة هو أنها تذكرنا بأن الحضارة المصرية القديمة لا تزال تثير الإعجاب والدهشة بعد آلاف السنين.