يعود اسم شجرة Manchineel إلى الكلمة الإسبانية “manzanilla” التي تعني تفاحة صغيرة، والتي وصف بها الإسبان الفاكهة السامة التي تنتجها الشجرة. ويعتقد أن الشجرة كانت تستخدم من قبل الأمريكيين الأصليين في تحضير السموم للاستخدام في الحرب والصيد.
تعتبر شجرة Manchineel أحد أشهر الأشجار السامة في العالم، وتنمو في البحر الكاريبي والمناطق الساحلية الاستوائية في أمريكا الوسطى والجنوبية. وتتميز هذه الشجرة بسميتها القوية التي يمكن أن تسبب الوفاة إذا تم تناول جزء منها أو لمسها باليد.
أصل شجرة Manchineel:
تعود أصول شجرة Manchineel إلى الأمريكتين الوسطى والجنوبية، حيث تنمو بشكل طبيعي في المناطق الاستوائية والمدارية بما في ذلك البلدان مثل جامايكا وكوبا وهايتي وجزر البهاما والمكسيك وفنزويلا وبليز وغيرها من البلدان الأمريكية.
ويعود الاكتشاف الأول لشجرة Manchineel إلى البحارة الإسبان الذين وصلوا إلى جزيرة هايتي في عام 1492، حيث لاحظوا أن السكان الأصليين يستخدمون الشجرة في صنع السموم والسهام للاستخدام في الحرب والصيد. وتم وصف الفاكهة السامة للشجرة بأنها تشبه تفاحة صغيرة، وكان يعتقد أنها صالحة للأكل ولكن لاحقًا تبين أنها سامة بشكل قاتل.
تعتبر شجرة Manchineel جزءًا من عائلة الأعشاب البحرية Euphorbiaceae. وهي شجرة متوسطة الحجم، تنمو حتى 15 مترًا في بعض الأحيان، ولها جذور عميقة تنمو في التربة الرطبة والرملية. يمكن تمييز شجرة Manchineel بسهولة من خلال الفاكهة الصغيرة الخضراء التي تشبه التفاح والتي تنمو على الفروع الصغيرة.
خصائص شجرة Manchineel:
تحتوي شجرة Manchineel على العديد من المركبات السامة بما في ذلك فورمول، وهو مركب عضوي سام يمكن أن يسبب حروق شديدة والتهاب الجلد. كما أن اللحاء والأوراق والفروع تحتوي على مركبات سامة أخرى مثل الفيتولاكتونات والفيتونيدات التي تمنع الهضم وتتسبب في الغثيان والتقيؤ والإسهال. وتعتبر الفاكهة الناضجة من شجرة Manchineel أيضًا سامة وخطيرة جدًا للأكل.
كما تعتبر شجرة Manchineel من الأشجار المتحملة للملوحة والعوامل البيئية القاسية، حيث تنمو على الشواطئ الرملية وفي الأراضي الرطبة المالحة في المناطق المدارية والاستوائية. تتميز هذه الشجرة بأوراقها اللامعة والمتينة وفروعها الأفقية الطويلة التي تمتد من الساق الرئيسية والتي يصل طولها إلى 30 مترًا. كما يتميز ساق الشجرة بلونها الرمادي والملتوي والذي يتميز بالندوب والشقوق.
أهمية دراسة شجرة Manchineel:
تحتوي شجرة Manchineel على مجموعة واسعة من المركبات السامة التي يمكن أن تكون خطيرة للبشر والحيوانات. وتشمل الأعراض السمية التي يمكن أن تسببها شجرة Manchineel، الحروق الجلدية، التهابات الجلد، الألم والتورم في المناطق الملامسة للشجرة أو تحتها، الغثيان، القيء، الإسهال، والتشنجات العضلية. وفي حالة تناول الفاكهة السامة يمكن أن يحدث انتفاخ في الحلق وصعوبة في التنفس وفي حالة الاتصال المباشر بالعين يمكن أن يؤدي إلى العمى.
مدى خطورة شجرة Manchineel
تعد شجرة Manchineel من أخطر الأشجار في العالم ويجب على المجتمع العلمي والبيئي العمل معًا لتوعية الناس بأهمية تجنب هذه الشجرة والتحذير من الخطر الذي تمثله. كما يجب على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي تنمو فيها شجرة Manchineel أن يتجنبوا لمسها والاقتراب منها.
بالإضافة إلى خطورتها السامة، تعتبر شجرة Manchineel أيضًا مهمة بيئيًا، حيث توفر موئلاً للعديد من الحيوانات المختلفة. كما يتم استخدام بعض أجزاء الشجرة في الطب التقليدي البحريني لعلاج العديد من الأمراض.
تحتوي شجرة Manchineel على نوع من اللاتكس الذي يعتبر مادة سامة ويمكن أن يتسبب في حروق وتهيج الجلد. كما تحتوي الشجرة على فاكهة سامة تشبه التفاح تسمى “Manchineel Apple” والتي يمكن أن تتسبب في الوفاة في حالة تناولها. وقد سجلت حالات وفاة عدة نتيجة لتناول هذه الفاكهة السامة.
يستخدم اللاتكس الموجود في الشجرة في الصناعات الحديثة في إنتاج الدهانات واللاصقات والأصباغ، وتعد هذه الصناعات من أهم الاستخدامات الاقتصادية لشجرة Manchineel.
إجراءات الحماية منها.
تتخذ السلطات المحلية عددًا من الإجراءات لحماية البشر منها. وفيما يلي بعض الإجراءات التي يتم اتخاذها:
1- وضع الإشارات التحذيرية: تتمثل أحد الإجراءات الأكثر شيوعًا في وضع لافتات تحذر المارة من خطورة الشجرة والتحذير من لمسها أو تحتها.
2- إزالة الشجرة: في بعض الحالات الشديدة، قد تقوم السلطات المحلية بإزالة الشجرة بالكامل من المنطقة.
3- الحفاظ على المسافة الآمنة: تنصح السلطات المحلية بالابتعاد عن الشجرة وعدم الاقتراب منها، وإلا فقد يتم تعريض البشر للسموم الموجودة في الشجرة.
4- توعية الجمهور: تقوم السلطات المحلية بتوعية الجمهور حول خطورة هذه الشجرة وتوجيههم بشأن كيفية التعامل معها، ومنعهم من لمسها أو جمع الفواكه منها.
5- الاستخدام في العلاجات الطبية: يستخدم مستخلص الشجرة في بعض العلاجات الطبية، وتقوم السلطات المحلية بتحديد المعالجين الذين يمكنهم استخدامه بشكل آمن وفي الكميات الملائمة.
بشكل عام، تتعامل السلطات المحلية مع شجرة Manchineel بحذر شديد لتجنب خطر التعرض لسمومها، وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية البشر من تأثيراتها السامة.
